الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

لمحة على أوضاع الدولة العثمانية..!!


أصل العثمانيين وموطنهم الأول


العثمانيون قوم من الأتراك، فهم ينتسبون - من وجهة النظر الأثنيّة - إلى العرق الأصفر أو العرق المغولي، وهو العرق الذي ينتسب إليه المغول والصينيون وغيرهم من شعوب آسيا الشرقية. وكان موطن الأتراك الأوّل في آسيا الوسطى، في البوادي الواقعة بين جبال آلطاي شرقًا وبحر قزوين في الغرب، وقد انقسموا إلى عشائر وقبائل عديدة منها عشيرة "قايي"، التي نزحت في عهد زعيمها "كندز ألب" إلى المراعي الواقعة شماليّ غربي أرمينيا قرب مدينة خلاط، عندما استولى المغول بقيادة جنكيز خان على خراسان. إن الحياة السياسية المبكرة لهذه العشيرة يكتنفها الغموض، وهي أقرب إلى الأساطير منها إلى الحقائق، وإنما كل ما يُعرف عنها هو استقرارها في تلك المنطقة لفترة من الزمن، ويُستدل على صحة هذا القول عن طريق عدد من الأحجار والقبور تعود لأجداد بني عثمان. ويُستفاد من المعلومات المتوافرة أن هذه العشيرة تركت منطقة خلاط حوالي سنة1229م تحت ضغط الأحداث العسكرية التي شهدتها المنطقة، بفعل الحروب التي أثارها السلطان جلال الدين الخوارزمي وهبطت إلى حوض نهر دجلة.



العملة

كانت العملة العثمانية في بداية عهد الدولة تُعرف باسم "الغروش" أو "القروش"، وكانت تُسك من معدن البرونز النحاس، وفي أواخر عهد الدولة أصبحت "الليرة" مرادفًا لاسم العملة العثمانية، وكان يُضاف إليها اسم السلطان الذي صدرت في عهده، فكان يُقال "ليرة مجيدية" و"ليرة رشادية" على سبيل المثال. وكانت الليرة العثمانية تساوي مئة واثنين وستين قرشًا،وأطلق عليها العرب اسم"العثمليّة". كانت الليرات العثمانية عبارة عن نقود ذهبية في بادئ الأمر، ثم أصدرت الدولة في عهد الحرب العالمية الأولى أوراقًا نقدية لأول مرة في تاريخ البلاد، بسبب المبالغ الطائلة التي أنفقتها على الحرب،وأكثرت من الكميات التي أنزلتها إلى السوق، فهبطت قيمة هذه العملة بالنسبة للنقد الذهبي والفضي، هبوطًا كبيرًا، ولكن الحكومة كانت تصرّ على اعتبار الليرة الورقية مساوية لليرة الذهبية، وكانت تجبر الناس على قبضها والتعامل بها. تعامل الشوام في أواخر العهد العثماني أيضًا بالعملة المصرية، ومنها اكتسبت النقود تسمية "مصاري"و"مصريات" اللتان لا تزالان تستعملان في بلاد الشام للإشارة إلى النقود.
التجارة

سوق الأقمشة في الدولة العثمانية
بنى العثمانيون الكثير من المراكز التجارية والأسواق الكبيرة والخانات على الطرق الرئيسية للتجارة لينزل فيها التجّار المسافرون والقوافل. وكان هناك مراكز تُجمع فيها البضائع التجارية وتقوّم قيمها وتُثبت أسعارها، أي كانت تعمل عمل البورصة حاليًا، وكان يُطلق على هذه المراكز التجارية اسم "بَدَسْتان". تأسست هذه المراكز أولاً في مدينة بورصه وفي أدرنه ثم انتشرت منهما إلى سائر أرجاء الدولة العثمانية. كانت جميع أنواع السلع والبضائع تباع وتشترى في هذه المراكز التجارية، وكان بعضها يتخصص في بيع أنواع معينة من البضائع، مثل المجوهرات أو البُسط أو الأقمشة أو البهارات أو الكتب أو العطورات، وكان يوجد حول تلك المراكز بياعو الحاجيات اليومية من أغذية أو وقود أو مواد خام.



العمران

عُني العثمانيون بالناحية العمرانية عناية واضحة، فأقاموا شبكة واسعة من الطرق والجسور في طول الدولة وعرضها مستعينين على ذلك بمهرة الصنّاع البيزنطيين البلغار. ومع أن هذه الشبكة أنشئت، في المقام الأول، لأغراض عسكرية، إلا أنها سهّلت حركة المواصلات العامّة وأسدت إليها خدمة جليلة أيضًا. كذلك عُني العثمانيون بتشييد المدارس ومعاهد التعليم التي كانت تتسع لسكنى الأساتذة والطلاّب، وبإقامة المستشفيات والبيمارستانات ودور العجزة، وبإنشاء المطاعم الشعبية والتكايا للفقراء، والخانات التي كان التجّار الغرباء ينزلون فيها؛ وكذلك عنوا ببناء الحمامات الشعبية، والمكتبات العامّة، والمتاحف والقصور، والمساجد، وبخاصة في الآستانة وعواصم الولايات.تأثّر النمط العمراني العثماني بالأنماط الفارسية والبيزنطية والإسلامية في بداية عهده، فجاء خليطًا بينها ومطورًا لبعضها، فعلى سبيل المثال، اقتبس العثمانيون القبّة الفارسية من الفرس الساسانيون، وأدخلوا عليها بعض التعديلات حتى أصبحت سمة بارزة في معظم آثارهم المعمارية. ازدهرت العمارة العثمانية في عهد التوسع والفتوحات، ثم أصبح النشاط المعماري راكدًا كما الدولة في فترة الركود، وفي فترة لاحقة أدخل المعماريون أنماطًا معمارية من أوروبا الغربية ودمجوها مع النمط العثماني، ومن هذه الأنماط: الباروكيه، الروكوكو، والنمط الإمبراطوري.

  منازل عثمانية تقليدية في قرية "صفرانبلو"، إحدى مواقع التراث العالمي.

مدخل قصر دولما بهجة في إسطنبول.
 
مسجد السلطان أحمد أو المسجد الأزرق.

 
رابط فيديو المساجد في الدولة العثمانية :

الجيش النظامي الاول(1365-1828)..!!


الجيش النظامي الاول(1365-1828)..!!


يُعتبر السلطان أورخان الأول مؤسس الجيش العثماني الحقيقي، فقد أدرك من خلال معاركه حاجته إلى جيش من المشاة يستطيع فتح القلاع واقتحام الأسوار المنيعة، ولا يعرف أفراده حرفة سوى القتال، فأنشأ أول الأمر جيشًا نظاميًا مؤلفًا من فرق متعددة، كل فرقة منقسمة إلى وحدات تتألف من عشرة أنفار، ومئة نفر، وألف نفر. ثم اختار ألفًا من أسرى الحروب، وأغلبهم من صغار السن، بين السابعة والعاشرة، وضمّ إليهم الأولاد المسيحيين المشردين والأيتام الذين توفي آباؤهم أو أمهاتهم خلال الغزوات والمعارك، ثم صهر الجميع في بوتقة واحدة، وأنشأهم على الدين الإسلامي وعلى التعلق بشخصه والإخلاص له وللدين والوطن، فكان هؤلاء هم نواة جيش الإنكشارية (بالتركية العثمانية: يکيچرى؛ أي الجيش الحديث). كان الإنكشارية لا يعرفون حرفة ولا عمل إلا القتال والحرب، وتألّف الجيش الإنكشاري من ثلاث فرق مختلفة هي: السكمان والجماعة والفرقة، وكان رئيسه الأعلى يُعرف باسم "آغا الإنكشارية". تكاثر عدد الإنكشارية مع الزمن فبلغ في بعض الأحوال ستين ألفًا، وجميع المؤرخون متفقون على إطراء روح النظام التي تميّز بها هؤلاء الجنود في العصر الذهبي للدولة، فلم يكن عندهم مكان للخمر أو للقمار أو غير ذلك من الآفات التي عرفتها جيوش أوروبا في تلك العهود.  ولكن الفساد ما لبث أن دبّ إلى هذا الجيش مع الزمن، فاعتاد الإنكشارية أن يتمردوا ويطالبوا بالهبات السخية كلما ارتقى العرش سلطان جديد. وقد شكلوا في العهود المتأخرة عقبة كانت تحول دون الإصلاح والتجديد، فأبادهم السلطان محمود الثاني عن بكرة أبيهم وألغى جميع أزيائهم وألقابهم. أنشأ العثمانيون إلى جانب جيش المشاة جيشًا من الفرسان عُرف باسم "الفرسان السواري" أو سپاهی، ويُعرفهم معظم الكتّاب العرب باسم "الفرسان السيباه"، وقد لعب هؤلاء دورًا كبيرًا في تقدم الفتوح عبر أوروبا، لكنهم أصيبوا بالفساد كما الإنكشارية في أواخر عهدهم، واشتركوا معهم في نفس المصير.  عُني العثمانيون بسلاح المدفعية عناية عظمى، وأنشأوا فرقة خاصة في الجيش هي فرقة المدفعية أو "الطوبجيّة". وكانت المدفعية تتقدم الجيش عند الهجوم، في حين كان الإنكشارية يرافقون طليعة الجيش

البنية الاجتماعية للدولة العثمانية..!!

 
البنية الاجتماعية للدولة العثمانية..!!

اتسم العثمانيون بعدم اتباعهم لسياسة هضم القوميات، الأمر الذي ساعد على نمو العصبات الحاكمة وحفظ للقوميات طابعها القومي، فقد وضع السلاطين نظامًا خاصًا عُرف بنظام "الملل"، قسموا بمقتضاه الشعوب الخاضعة لهم، ووضعوا كل ملّة أو عصبية تحت حكم زعيم لها هو المسؤول عنها أمام السلطان. يقول بعض المؤرخين أن هذه السياسة هي أحد الأسباب الرئيسية التي أدّت لضعف الدولة وانفصال بعض القوميات عنها في وقت لاحق، بينما يقول آخرون أن التعددية هي ما كان وراء دوام استمرار الدولة لسنين طويلة. منح السلاطين بعض الأقليات العرقية والدينية حق الإقامة في ربوع الدولة العثمانية وأعطوهم الأمان وسمحوا لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحريّة لقاء الجزية، كما فعل السلطان محمد الفاتح مع اليهود والروم الفنارية عندما دعاهم ليسكنوا القسطنطينية. طُبعت بعض المدن الكبرى في الدولة العثمانية بطابع ثقافي واجتماعي مختلط كما القسطنطينية، كونها كانت إما مرافئ تجارية مهمة أو عواصم ولايات، أو ذات أهمية دينية، ومن هذه المدن التي ما زالت تحتفظ بطابع عثماني: سراييڤو، سكوبيه، سالونيك، دمشق، بغداد، بيروت، مكة، القدس، والجزائر، فلا يزال المرء يُشاهد في هذه المدن عدد من المعالم المعمارية العثمانية الأثرية والحديثة المبنية على هذا الطراز، كما أن العديد من سكان هذه المدن نزح إليها من مناطق أخرى خلال العهد العثماني. كان للانتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما في الدولة العثمانية، ويتمثل ذلك في ترابية أجهزة الدولة وفيما يخص بروتوكول الإستقبال. فقاضي الروملي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي الأناضول، وهذان القاضيان هما أول من يدخل على السلطان، يليهما الصدر الأعظم ثم رئيس الكتّاب ورئيس بيت المال ولا يرى غيرهم. وقد اتبع أسلوب التشريفات هذا بعض الحكّام المحليين وطبقوه كما كان يُطبق في القسطنطينية.

 

اللغة للدولة العثمانية..!!

 

اللغه للدولة العثمانية..!!

كان هناك ثلاث لغات كبرى سائدة في الدولة العثمانية: التركية، وهي اللغة الأم للأتراك، وقد تكلّم بها أغلبية سكان الأناضول وتراقيا، بالإضافة إلى المسلمين البلقانيين عدا الألبان وسكان البوسنة، وبطبيعة الحال انتشرت اللغة التركية بين الأشخاص المثقفين من غير الأتراك وبشكل خاص أولئك الموظفين في الدوائر الحكومية كذلك كان للغة الفارسية انتشار محدود بين المثقفين العثمانيين، أما ثاني لغة من حيث الأهمية فكانت اللغة العربية، وقد تكلمها سكان المناطق العربية الخاضعة للحكم العثماني، بالإضافة إلى الأتراك وباقي الشعوب المسلمة في الدولة، كونها لغة الدين الإسلامي، غير أن من أتقنها وتكلمها بطلاقة كما العرب كان الطبقة المثقفة أيضًا كانت اللغة التركية هي اللغة الرسمية للدولة العثمانية، وتختلف اللغة التركية العثمانية عن اللغة التركية الحديثة، من ناحية أنها كانت أكثر تأثرًا باللغتين العربية والفارسية، واقتبست منهما مصطلحات عديدة اختفت اليوم من المعجم التركي.
انتشرت بعض اللغات الأخرى على نطاق ضيّق في الدولة العثمانية، ومنها: الكردية، والصربية، واليونانية، والمجرية، والأرمنية، والبلغارية، كذلك كان لبعض الطوائف لغاتها الطقسية الخاصة، مثل السريانية والقبطية للمسيحيين الشوام والمصريين، والعبرية بالنسبة لليهود. اقتبس العرب، وبشكل خاص الشوام والمصريين عدد من الكلمات التركية وأصبحت تشكل جزءًا من لغة التواصل اليومية في بلادهم، ومن هذه الكلمات: بصمة، وأصلها "باصماق" وتشير إلى وطأة القدم؛ "بلكي" وتعني التوقع والاحتمال؛ "بويا" أصلها "بوياغ" وتعني الطلاء؛ "جمرك" وتعني الضريبة التي تؤخذ على البضائع، "دوغري" أصلها "دوغرو" وتعني المستقيم، وتُستخدم أيضًا للإشارة في السير إلى الأمام؛ "أوضة" أصلها "أودة" وتعني غرفة؛ "برطمان" أي إناء زجاجي، وكلمات أخرى كثيرة.

 

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

الحركات الإصلاحية في الدولة العثمانية..!!

خط شريف كلخانة
عام 1839م أدرك السلطان العثماني عبد المجيد، وبعض أركان دولته، حاجة الدولة العثمانية الماسة للإصلاح. كان السلطان قد وفق بعدد من المسؤولين الذين يعون مسؤولياتهم وخاصة علي باشا الذي أصبح صدرًا أعظم (رئيس وزراء )، وفؤاد باشا الذي تسلم زمام الأمور في وزارة الخارجية، أصبح هذان الرجلان على قناعة تامة بأن أجهزة الدولة المختلفة قد بلغت من الترهل درجة أصبح الإصلاح معها مطلباً مهماً، ولقد حظيا بدعم سلطان مثقف، أدرك ما أدركاه، وفعّل ما أرادا القيام به، ولذلك صدر مرسوم سلطاني في هذا العام عرف بـ ( خط شريف كلخانة )، ويعني مرسوم قصر الزهور السلطاني، نسبة إلى القصر الذي يقيم فيه السلطان العثماني
تطرق المرسوم إلى ضرورة إصلاح كافة أجهزة الدولة، وخاصة الأجهزة الإدارية والمالية والتعليم، وكان المرسوم مقدمة لحقبة من الإصلاحات استمرت بين المد والجزر حتى نهاية الدولة. وعلى الرغم من كل الصعوبات التي واكبت تنفيذ الوعود الإصلاحية التي جاءت في المرسوم وخاصة في مجال التعليم ـ والذي كان تعليماً دينيا ًبالكامل ويسيطر عليه رجال الدين في الدولة ـ وجهود الإصلاحيين في جعل هذا الجهاز المهم تحت إشراف الحكومة المباشر الأمر الذي اثر ايجابياً على مستوى التعليم، حيث لم تنتهي سنة 1846م، إلا وقد تضاعفت أعداد المدارس في الدولة بشكل ملحوظ، وفتحت كذلك مدارس عليا، وتم تأسيس الجامعة العثمانية.
التنظيمات الخيرية
التنظيمات الخيرية هي الاسم العثماني لعملية التحديث المؤسسي  التي استهدفت إعادة بناء الدولة العثمانية على الأسس العصرية المدنية الأوروبية في القرن التاسع عشر
صدر المرسوم الأول للتنظيمات في العام 1839 مع اعتلاء السلطان عبد المجيد السلطنة، وإعلانه الالتزام بإدخال إصلاحات مؤسسية وتشريعية وضريبية وقضائية واقتصادية مختلفة في بنية الإدارة العثمانية وعلاقتها برعاياها، والمساواة القانونية بين جميع الرعايا بغض النظر عن أجناسهم ولغاتهم وقومياتهم وأديانهم، ومحاكمة المتهمين العاديين بصورة علنية، وعدم إنزال العقوبة بأي مواطن من دون محاكمة، وتشكيل مجلس استشاري لسن القوانين، وإلغاء نظام الالتزام وبيع الوظائف... إلخ. ولم تكن تنظيمات 1839 دستوراً لكنها كانت وعداً بالإصلاحات، وتمّت من الناحية الشكلية في صورة مبادرة ذاتية صاغتها النخب البيروقراطية العليا العثمانية

جمعية الاتحاد والترقي
  التأسيس: 1894
المؤسس: بهاء الدين شاكر
بهاء الدين شاكر
الحلّ: 1918, قرار محكمة عسكرية
جمعية الإتحاد والترقي (بالتركية: İttihad ve Terakki Cemiyeti) تأسست في بادئ الأمر تحت اسم "جمعية الاتحاد العثماني" (بالتركية:İttihad-ı Osmanî Cemiyeti) في 1889 من قبل طلبة طب بينهم "إبرهيم ساتروفا" و"عبدالله جودت". هي حركة معارضة و"أول حزب سياسي" في الإمبراطورية العثمانية. تحولت إلى منظمة سياسية على يد "بهاء الدين شاكر" ولتضم أعضاء تركيا الفتاة في 1906 خلال فترة انهيار الإمبراطورية العثمانية.

في نهاية الحرب العالمية الأولى سيق معظم أعضائها إلى المحاكم العرفية على يد السلطان محمد السادس ليتم سجنهم. وصلت إلى سدة الحكم في الدولة العثمانية بعد تحويل السلطنة إلى ملكية دستورية وتقليص سلطات السلطان آنذاك عبد الحميد الثاني في انقلاب 27 أبريل 1909. تم إعدام بعض من أعضاء المنظمة بعد محاكمة بتهمة محاولة اغتيال أتاتورك في 1926، في حين أن الأعضاء الباقين قاموا بممارسة العمل السياسي كأعضاء في الأحزاب السياسية.

القانون الأساسي
دفعت جملة عوامل داخلية وخارجية القائمين على الدولة العثمانية إلى القيام بحركة إصلاح النظم الإدارية وأساليب الحكم القوانين الصادرة في عهد التنظيمات 1838-1876 اصطدمت بمقاومة قوية من القوى المحافظة المعادية للتغيير، وسعت لوضع العصي أمام عجلة الإصلاح، المتأثرة بالتطور البورجوازي في أوربا، والساعية لضمان حرية الرأسمال الأجنبي في الدولة العثمانية، وحماية (الملكية الخاصة).وقد توّجت مرحلة التنظيمات بإعلان الدستور في 23/12/1876، الذي عُرف باسم (المشروطية)،إذ جعل الدستور حكم السلطان (مشروطاً) بمراعاة القيود المقررة في الدستور المعروف رسمياً باسم (القانون الأساسي).هذا (القانون الأساسي) أو الدستور أو (المشروطية) حوّل السلطنة المطلقة إلى ملكية دستورية برلمانية على طراز الملكيات الأوربية. فقد حصر الدستور الملك (السلطنة) بسلالة آل عثمان. وعدّ السلطان مقدساً غير مسؤول. ومن صلاحياته تعيين الوزراء  وعزلهم. والوزراء يجتمعون برئاسة الصدر الأعظم، وهم مسؤولون جماعياً أمام البرلمان المؤلف من مجلس أعيان (شيوخ) يعينهم السلطان ومجلس مبعوثان (نواب) تنتخبهم الرعية العثمانية. وأهم ما في الأمر أن الدستور ضَمِنَ الحريات العامة لجميع العثمانيين، وأعلن استقلال القضاء، وأن التعليم الابتدائي إلزامي. وبموجب الدستور لم يعد بإمكان السلطان وولاته في الولايات مصادرة الأموال وإعدام الأشخاص دون حسيب أو رقيب. رجال الإصلاح، وفي مقدمتهم مدحت باشا، لإعلان الدستور والدعوة لانتخاب مجلس المبعوثان، سرعان ما قلب ظهر المِجَن لحركة الإصلاح، فعلّق الدستور عام 1878 وعطّل مجلس المبعوثان وفرّق رجال الإصلاح نفياً وقتلاً، وأعاد الحياة السياسية إلى سابق عهدها، حيث السلطان هو الحاكم المطلق والآمر الناهي لا يحدّ من سلطته أي قيد.
اتخذ السلطان عبد الحميد سلسلة من التدابير لحماية نفسه من الاغتيال أو الخلع. وفرض رقابة صارمة على الصحف، التي مُنعت من ذكر كلمات معينة مثل: جمهورية، ثورة، إضراب، خلع، موت ، اغتيال ملك... إلخ. وكان الرقباء على الصحف حريصين على التدقيق في كل كلمة تُكتب حتى يمنعوا أي احتمال للتأويل. وأصبح التوظيف في الدولة لا يعتمد على الكفاءة بل على المقدرة في التفنن في مدح السلطان والتملق لحاشيته والمهارة في التجسس وكتابة التقارير. وأصبحت الأوسمة والامتيازات تُباع على أيدي السماسرة والوسطاء لمن يدفع الثمن. وهكذا تحولت المراكز الحساسة في الدولة إلى بؤر للراشين والمرتشين.
السلطان العثماني عبد الحميد الثاني



 الواقعة الخيرية
الواقعة الخيرية (بالتركية:واقعه خیریه) أو مذبحة الإنكشارية هي مذبحة جرت بعد ثورة الإنكشارية بإسطنبول في 14-15 يونيو عام 1826. بعد أن تنبه الإنكشارية لنية السلطان محمود الثاني إنشاء جيش نظامي حديث، ثاروا في 14-15 يونيو 1826 في مدينة إسطنبول، ولكن في تلك المرة وقف معظم الجيش والأهالي ضدهم، وأجبرت السباهية (وحدات الفرسان) الموالية للسلطان الإنكشارية على التراجع إلى ثكناتهم، ثم أطلقت المدفعية 15 طلقة على ثكناتهم، موقعة بهم خسائر فادحة. تم إعدام أو عزل الناجين. وبعد سنتين قام السلطان محمود الثاني بمصادرة آخر ممتلكات الإنكشارية. أصبحت الحادثة تسمى بالواقعة الخيرية، وبذلك تخلص السلطان من الانكشارية الذين كانوا سبباً في قوة الدولة العثمانية في بداية عهدها، وأيضاً كانت من أسباب انهيارها.

 محاولة الإصلاح بعهد سليم الثالث
السلطان العثماني سليم الثالث
ابتدأت محاولات الإصلاح الجدية في عهد السلطان سليم الثالث، الذي يُعد من أوائل المصلحين والروّاد الحقيقيين في التاريخ العثماني كله، وقد قلّده من جاء بعده، واستهدفت إصلاحاته نواحي الحياة كافة، إدارية وثقافية واقتصادية واجتماعية وعسكرية. كانت ثقافة هذا السلطان أكثر اكتمالاً من ثقافة من سبقه من السلاطين، إذ تلقّى بعض التدريب على الأفكار الغربية، كما تلقى تعليمًا خاصًا بالطرق الأوروبية، واطّلع على كتابات المؤلفين الأوروبيين، ويبدو أنه استوعب الحالة المتدنية للدولة بشكل أفضل من أسلافه. وعندما اعتلى هذا السلطان العرش كانت ثروات البلاد قد وصلت إلى حالة متدنية، وكان العثمانيون قد عادوا للحرب مع روسيا والنمسا، ولم يكن باستطاعة أي سلطان أن يقوم بحملة إصلاحات ورحى الحرب دائرة، لكن جاءت عناية القدر، عندما ظهرت الثورة الفرنسية وانشغل الإمبراطور النمساوي بها، وخاف أن تمتد إلى بلاده، فعقد صلحًا مع العثمانيين أعاد إليهم بموجبه بلاد الصرب وبلغراد. واجهت السلطان سليم الثالث في بداية حياته السياسية، المشكلات التقليدية القديمة: تفوّق الغرب، والاتجاه المحافظ لشعبه، وكان بطبعه ميالاً للإصلاح بحيث لم يتردد في الأخذ ببعض الأنماط الغربية، بعد أن حصل على معلومات عن المؤسسات المدنية والعسكرية لدول أوروبا الغربية وأسباب تفوقها على العثمانيين. فجاء بفكرة الجنود النظامية ليتخلص من الإنكشارية الذين أصبحوا منبعًا للفتن والهزائم، وأصلح الثغور وبنى القلاع الحصينة لحمايتها وجعل إنشاء السفن على الطريقة الفرنسية، واستعان بالسويد في وضع المدافع، وترجم المراجع العلمية في الرياضيات والفن العسكري،كما وضع نظامًا هرميًا للقيادة العسكرية، وأخضع التجنيد لقواعد أكثر صرامة، ووضع نظامًا للجنود المشاة تضمن تعليمات لمساعدة الجنود على التصرف كوحدة، ودُعي هذا النظام "بالنظام الجديد".كان من الطبيعي أن تبرز المعارضة لإصلاحات السلطان سليم الثالث العسكرية من جانب المحافظين عند إدراكهم لنتائجها، فنظر الإنكشارية إلى هذه الإصلاحات نظرة ارتياب خاصة بعد فصل السلطان الأسطول والمدفعية عن فرقتهم، فثاروا ومعهم الجنود غير النظاميين وأجبروا الخليفة على إلغاء النظام العسكري الجديد، ولم يكتفوا بذلك بل عزلوا السلطان وقاموا بقتله لاحقًا بناءً على أمر خليفته،ويُعتبر سليم الثالث السلطان العثماني الوحيد الذي قُتل بسلاح أبيض.

معركة جالديران.!!

 منذ أن سقطت الدولة العبيدية الفاطمية بمصر سنة 567هـ، ولم يصبح للشيعة بشتى فرقهم دولة تمثلهم أو يأوون إلى ظلها، على الرغم من ظهور بعض الحكام الشيعة في دولة التتار إلا إن التشيع لم يكن شعار الدولة، وظل الأمر على ما هو عليه حتى استطاع «إسماعيل بن حيدر الصفوي» أن يكوِّن دولة جديدة للشيعة في منتصف الهضبة الإيرانية وذلك سنة 907هـ، وكان إسماعيل الصفوي شديد التشيع والتعصب، سفك دم قرابة المليون مسلم سني من أجل فرض التشيع الاثني عشري على سكان البلاد، واستعان على ذلك بالعصبية القبلية لقبائل القزلباش التركية، حتى استطاع أن يجبر سكان البلاد للتحول للمذهب الشيعي بعد أن كانوا على السنة، وكان إسماعيل الصفوي شديد السطوة والبطش والإرهاب حتى أن جنوده كانوا يسجدون له من شدة تعظيمهم له.

معركة جالديران

اتبع إسماعيل الصفوي سياسة التمدد الشيعي المذهبي، فعمد إلى نشر التشيع في البلاد المجاورة لدولته، وهذه السياسة جعلته يصطدم بقوة عظمى قائمة وقتها هي الدولة العثمانية التي كانت تعتبر زعيمة العالم الإسلامي السني وقتها بعد أن ضعفت دولة المماليك وذهب ريحها، وهذا الصدام جعل إسماعيل الصفوي يتجه إلى محالفة البرتغاليين الصليبيين الذين كانوا يناصبون المسلمين العداء الشديد، بل لهم طموحات صليبية غير مسبوقة، إذ كانوا يخططون لاحتلال المدينة ونبش قبر النبي لمقايضته بالقدس، ومع علم إسماعيل الصفوي بمخطط البرتغاليين إلا إنه دخل في حلف معهم ضد العثمانيين. والرسائل المتبادلة بين إسماعيل الصفوي و«البوكرك» قائد الأساطيل البرتغالية مشهورة والتاريخ يحفظها كوصمة عار في تاريخ الصفويين عمومًا والشاه إسماعيل خصوصًا. وإن كان غير مستغرب من الروافض، فتاريخهم طافح بأمثال هذه الخيانات والمؤامرات.
في هذه الفترة اعتلى كرسي السلطنة في الدولة العثمانية رجل قوي شديد العزم والحزم هو السلطان «سليم الأول» والذي أظهر حتى قبل ولايته نيته لتصفية خصومه ولو كانوا إخوته، وقد رأى سليم الأول الخطر الصفوي وحليفه البرتغالي يحيق بالمدينة النبوية ومقدسات الإسلام ويهدد حدود الدولة العثمانية الشرقية، ورأى التوسع القسري للمذهب الشيعي يزحف على أرض العراق والأناضول، فقرر القيام بعمل قوي وحازم إزاء هذه التهديدات الخطيرة التي تحيق بالأمة الإسلامية.
بدأت الحرب الكلامية بين سليم الأول وإسماعيل الصفوي على شكل رسائل خشنة تهديديه بين الرجلين، دعا فيها سليم الأول إسماعيل الصفوي للدين الصحيح ونبذ التشيع والكف عن إيذاء المسلمين وأهل السنة، وإسماعيل يتمادى في غيه ويهزأ بسليم الأول بأن أرسل إليه بهدية من الأفيون قائلاً: «أعتقد أنك تكتب خطاباتك تحت تأثير هذا المخدر» وهكذا.
استعد السلطان سليم الأول لمعركة حاسمة مع الصفويين، فبدأ أولاً بحصر الشيعة الاثني عشر الموالين للصفويين في شرق الدولة وأعدمهم جميعًا حتى لا يبقى للصفويين جواسيس بالمنطقة، ثم استدعى أحد أفراد أسرة «آق قويونلو» وهي الأسرة التي كانت تحكم إيران والعراق قبل ظهور الصفويين، وحثه على الاشتراك معه في القتال فوافق وانضم بجنوده.
نقلت العيون لسليم الأول أن الشاه إسماعيل الصفوي ينوي تأخير القتال إلى فصل الشتاء حتى يهلك العثمانيين جوعًا وبردًا، وأن إسماعيل قد انسحب إلى داخل صحراء «ياسجمن» على حدود أذربيجان، فأرسل سليم الأول بجيوشه الجرارة قبل فصل الشتاء حتى وصل إلى صحراء «جالديران» واحتل الأماكن الهضبية، مما أمكنه من السيطرة على ميدان المعركة، وفي يوم 2 رجب 920هـ، انقض سليم الأول بجيوشه كالصاعقة على جيوش الصفويين فمزقها شر ممزق، وفر إسماعيل الصفوي من أرض المعركة كالفأر المذعور.
واصل سليم الأول سيره حتى احتل تبريز عاصمة الصفويين وجعلها مركزًا لعملياته الحربية، ولكن سليم الأول اكتفى بانتصاره في جالديران، ويا ليته واصل قتاله حتى أسقط الدولة الصفوية التي ظلت قائمة كالورم الخبيث في المنطقة، ولكنه اضطر لذلك بسبب تمرد قادة الإنكشارية الذين رفضوا القتال في البرد القارس.
ولقد أسفرت هذه المعركة عن ضم شمالي العراق وديار بكر إلى الدولة العثمانية مع شيوع وسيطرة المذهب السني في آسيا الصغرى وانحصار المذهب الشيعي في إيران وحدها، ولقد كشفت هذه المعركة عن وجود علاقة وثيقة وتنسيق كامل بين الصفويين والبرتغاليين ألد أعداء الإسلام الذين تحركوا مستغلين انشغال العثمانيين بقتال الصفويين وأحكموا سيطرتهم على كافة الطرق القديمة بين المشرق والمغرب.

(14 أكتوبر) الثورة التي حسمت معارك الحرية والهوية

افتتاحية 14 أكتوبر - اليوم يحتفل شعبنا بالعيد الرابع والأربعين لثورة 14 أكتوبر الخالدة في ظل يمن حر ديمقراطي موحد.. بمعنى أنّ ثورة 14 أكتوبر بوصفها امتداداً لثورة 26 سبتمبر، أسهمت في تحقيق أهم الأهداف الإستراتيجية للثورة اليمنية وفي مقدمتها التحرر من الاستعمار واستعادة الهوية اليمنية للجنوب المحتل، بعد نجاحها في تحقيق الاستقلال الوطني يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م الذي تمّ فيه دفن مشروع "الجنوب العربي" الذي أراده الاستعمار وركائزه السلاطينية هوية بديلة عن الهوية اليمنية للجنوب المحتل.
بفضل انتصار ثورة 14 أكتوبر دخلت مسيرة الثورة اليمنية مرحلةً جديدةً وحافلةً بالإنجاز والعطاء، حيث تمً انتزاع الاستقلال الوطني لجنوب الوطن، وإنهاء الكيان الاستعماري الأنجلو سلاطيني المسمى "اتحاد الجنوب العربي"، والذي كان مكوناً من الإمارات والمشيخات والسلطنات التي كانت تنضوي ضمن ذلك الكيان الانفصالي إلى جانب السلطنات الشرقية التي حرص الاستعمار على إعطائها خارج "اتحاد الجنوب العربي" في حضرموت والمهرة وسقطرى، وصولاً إلى توحيدها يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م العظيم في إطار دولة وطنية واحدة حملت اسم اليمن، ومهدت لتحقيق الهدف العظيم للحركة الوطنية اليمنية المعاصرة والمتمثل في تحقيق وحدة الوطن.. حيث جاء ميلاد الجمهورية اليمنية وتدشين التحول نحو الديمقراطية يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ليسجلا نقطة تحول تاريخي في مسار الكفاح الوطني التحرري لنضال شعبنا ضد الاستبداد والاستعمار، ومن أجل الحرية والاستقلال والوحدة.
وبقدر ما يحتفل شعبنا بالعيد الرابع والأربعين في بيئة سياسية وطنية مفعمة بإنجازات وتحولات عميقة تشير إلى عظمة كفاح شعبنا وتضحياته التي صنعت هذه المكاسب، بقدر ما يأتي الاحتفال في ظروف تتطلب مزيداً من العمل والبناء لتطوير هذه المكاسب وحمايتها من المخاطر التي تهددها.
ولئن كانت الوحدة اليمنية تشكل اليوم أعظم وأعز الأهداف والمكاسب التي حققها شعبنا، فإنّ الدفاع الحقيقي عن هذه الوحدة لا يكون بدون الوفاء لثورة 14 أكتوبر وصناعها وشهدائها، حيث من الصعب اختزال تاريخ الكفاح الوطني من أجل الوحدة والدفاع عنها بصورة تتجاهل الدور الريادي لمناضلي ثورة 14 أكتوبر وشهدائها في غرس قيم الحرية والوحدة والمقاومة الوطنية في عقول ووجدان وضمائر أجيال متعاقبة حملت رايات النضال من أجل الحرية والاستقلال والوحدة منذ نصف قرن ونيف، وقدمت مختلف أشكال البذل والعطاء والصمود والتضحيات التي عمدت بالدماء دفاعاً عن الثورة وأهدافها في ظروف صعبة ومعقدة وغير مسبوقة.


ثورة 14 أكتوبر